Home » فاسينو يتحدث لـ”فورميكي” عن الدور الإيطالي في ليبيا و إيران
سياسة

فاسينو يتحدث لـ”فورميكي” عن الدور الإيطالي في ليبيا و إيران

أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإيطالي بييرو فاسينو أنه يمكن لإيطاليا أن تساهم في إعادة بناء نظام أمني متعدد الأطراف في البحر الأبيض المتوسط​​، مشدداً، في مقابلة مع مجلة "فورميكي" الإيطالية، على ضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا في موعدها المقرر في 24 ديسمبر، و إلى نص الحوار:
بييرو فاسينو، القيادي الرائد للحزب الديمقراطي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيطالي، ألمانيا وفرنسا تقتربان من الاقتراع. نهاية عهد أنجيلا ميركل ومن ناحية أخرى الصعوبات أمام إيمانويل ماكرون. هل هذه فرصة لإيطاليا لتكون الشريك الأهم للولايات المتحدة في أوروبا؟
هناك علاقة تحالف قوية جداً من الناحية التاريخية بين البلدين، وذلك بفضل الدور الذي لعبته إيطاليا دائمًا في البحر الأبيض المتوسط، و​​في الجناح الجنوبي لحلف الناتو، الولايات المتحدة تمثل السوق الرئيسي لصادراتنا. إذا نسينا أحياناً بعد مرور الكثير من الوقت لن ننسى هجرة ملايين الإيطاليين الذين ساهموا في التنمية الأمريكية.
كيف يتم استغلال هذه العناصر الثلاثة اليوم؟
 هذه العلاقة المكثفة تسمح لإيطاليا أن يكون لها مساحة مهمة للعمل في البحر الأبيض المتوسط ​من ليبيا إلى المسألة الإسرائيلية الفلسطينية حتى استقرار العراق. والمساهمة في إعادة بناء نظام أمني متعدد الأطراف في البحر الأبيض المتوسط ​​وهي قضية ملحة خاصة اليوم. من الضروري في الواقع إعادة بناء نظام حوكمة للبحر الأبيض المتوسط ​​الكبير الذي يتعرض من مضيق هرمز إلى مضيق جبل طارق لسلسلة من الحروب والصراعات وعدم الاستقرار.
بالتحدث عن الشرق الأوسط، أعلن وزير الخارجية لويجي دي مايو عن رحلة مع نظيرته الإسبانية، أرانشا غونزاليس، إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في نهاية شهر يوليو. إيطاليا وإسبانيا بوسعهما العمل معًا؟
لدي إيطاليا وإسبانيا مصالح مشتركة وهما أول من يتأثر بما يحدث في البحر الأبيض المتوسط. هما مهتمتان بتبني الاتحاد الأوروبي سياسة هجرة مختلفة عن تلك التي تمت متابعتها، هما مهتمتان بتعزيز استقرار دول شمال إفريقيا. كما أظهر البلدان اهتمامًا كبيرًا بالوضع في الشرق الأوسط: يكفي أن نتذكر أن الممثل الأوروبي لعملية السلام كان على مدى سنوات الوزير الإسباني السابق ميغيل انخيل موراتينوس.
كما شاركت الوحدات الإسبانية في هذه السنوات في مهمة اليونيفيل بقيادة إيطاليا في لبنان. وحافظت إيطاليا دائمًا على علاقات ممتازة مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية. هذه هي العناصر التي تمثل الأساس لتعاون وثيق بين الحكومات و البرلمانات. اطلقنا تعاونا منظما في هذه الأشهر بين لجان الشؤون الخارجية لمواكبة التعاون بين الحكومتين.
إحدى قضايا السياسة الخارجية التي تبدو الأقرب إلى قلب الولايات المتحدة هي إيران خاصة الملف النووي. هل يمكن لإيطاليا أن تستعيد دورها كونها خارج المفاوضات لأكثر من عقد؟ هل ممكن الافتراض بتوسيع مجموعة اي3 حول إيران التي تشمل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة؟
جرى توسيع التنسيق بالفعل إلى مجموعة 5 + 1 لتشمل الاتحاد الأوروبي. كان للنظام الاقتصادي الإيطالي من حيث الاستثمارات والعلاقات التجارية علاقات مكثفة جداً مع إيران مباشرة عبر شركة ايني. أعتقد أن هذا الدور يمكن أن يكون مفيدًا سياسيًا، بشرط أن يكون مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
 رأينا ذلك في ليبيا: حيث انضمت إيطاليا وفرنسا وألمانيا عبر زيارة وزراء الخارجية إلى طرابلس ومؤتمر برلين، كانت قدرة الاتحاد الأوروبي على المبادرة نارة جدا، ثم تغيرت الأمور في ليبيا. الشيء نفسه ينطبق على إيران: يمكن لإيطاليا أن تساعد في تعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي على لعب دور حاسم مع الولايات المتحدة والأطراف الأخرى لخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الملف النووي.
بشأن ليبيا، كانت الدعوات الغربية في الأسابيع الأخيرة لاحترام موعد الانتخابات في نهاية العام قوية ومتكررة بشكل متزايد. فيما تطرق وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكين والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا لذلك خلال اجتماعهما في القصر الرئاسي الإيطالي كويرينالي بحسب ما أعلنت الدبلوماسية الأمريكية، ما المخاطر في حال لم يحدث هذا؟
التأكيد على التاريخ والضغط حتى يتم احترامه أمران ضروريان لضمان عدم تباطؤ مسار المرحلة  الانتقالية و الإصلاحات الدستورية والاقتصادية. كما أن اعلان تأجيل التصويت لن يعني فقط تأخير مراحل العملية الانتقالية، ولكن تعريضها لعدة مخاطر. هناك حاجة لاحترام الجدول الزمني المتفق عليه في مؤتمر برلين.
السؤال الأخير حول المواجهة مع الصين، المسألة التي استغرقت الكثير من الوقت في عمل لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في الأشهر الأخيرة. يكفي التفكير في القرار الأخير بالإجماع الذي يدين اضطهاد الأويغور من قبل بكين مع الكثير من الطلبات لحكومتنا للتحرك، أيضًا على المستوى الأوروبي. إيطاليا مستعدة لقمة الديمقراطيات بقيادة الولايات المتحدة؟
الرئيس الأمريكي جو بايدن جعل قضية حماية حقوق الإنسان كأولوية على جدول الأعمال الدولي ولديه الحق، العولمة لا يمكن أن تتعلق بالتبادل والعملات فقط لكن ينبغي أن تشمل الحقوق. وهذا لا يعني عدم التحدث مع الصين أو روسيا فيما يجب أن يكون “حوار نقدي” من خلاا تحديد مجالات التعاون مع مطالب حازمة باحترام حقوق الإنسان. وبخصوص قمة الديمقراطيات هي مقترح ينبغي أن يتم عبر تحديد من يعتزم الانخراط بوضوح وأهدافه.

اشترك في النشرة الإخبارية