توجه المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند من تونس إلى القاهرة، يوم الأربعاء، للقاء المشير خليفة حفتر، ويعد الاجتماع المصري هو الثاني خلال أيام قليلة بالنسبة لحفتر، وكان حفتر استقبل في 2 أغسطس وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو حيث زار بنغازي للقاء القنصل الإيطالي الجديد. كما التقى دي مايو رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح.
وقال موقع “ديكود 39” التابع لمجلة “فورميكي” الإيطالية إن حفتر، المسؤول عن الصراع الأخير عبر الحملة العسكرية على طرابلس، لا يزال يعتبر جهة فاعلة مهمة، حيث يسيطر على مدينة مهمة هي بنغازي كما يترأس الجيش الوطني الليبي، فضلاً عن اتصالاته مع مصر والإمارات وروسيا وهي ثلاث دول دعمت مبادراته العسكرية، حتى في المرة الأخيرة.
واعتبر المحلل الإيطالي داريو كريستياني أنه في حال شارك حفتر في الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر سيفوز بصعوبة لكن في هذة الحالة قد لا يقبل النتائج ويفتح موسمًا من الهجمات المسلحة الجديده.
كانت السفارة الأمريكية في ليبيا قالت إن السفير نورلاند يواصل، على غرار الاتصالات الأخيرة مع الشخصيات الليبية الرئيسة، “التركيز على المطلب الملح لدعم التسويات الصعبة اللازمة لإيجاد القاعدة الدستورية والإطار القانوني المطلوب الآن من أجل إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر”.
ويعتبر إدراج حفتر في العملية الجارية ضروريًا لتجنب الاضطرابات، أما بالنسبة للأمريكيين فهو وسيلة للحفاظ على الحوار مع حليف الروس على الأرض. فيما اعتبر المحلل السياسي الإيطالي دانييلي روفينيتي أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم الحل عبر زيادة الدعم لحكومة منتخبة.
من جهتها، تبذل الولايات المتحدة الأمريكية عبر اجتماع نورلاند جهدًا جديدًا لمنح حفتر دورًا على طاولة المفاوضات، في جهد يأتي في لحظة حاسمة للبلاد حيث ستتاح الفرصة جزئيًا لقائد الجيش الوطني الليبي من أجل إعادة تأهيل فاعلة.
والمحاولات من هذا النوع جارية منذ سبع سنوات أي منذ أن أطلق حفتر عملية مستقلة ضد الجماعات الجهادية، و مؤخراً أكد حفتر أن “هذا الجيش (الليبي) لن يخضع لأي سلطة”.
وجدد التأكيد على ذلك مرتين والرسالة واضحة وموجهة للدبيبة وحكومة الوحدة الوطنية الليبية، ومن بين المهام المختلفة لحكومة الوحدة الوطنية إعادة توحيد القوات المسلحة الليبية وحل الميليشيات.
هذا وقد كلف حفتر، الفريق عبد الله الثني بالإدارة السياسية في القوات المسلحة، وهو خيار يوضح أن الجيش الوطني الليبي ليس مجرد مؤسسة عسكرية بل له أدوار سياسية واقتصادية.
وشدد الموقع الإيطالي على أن إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية تختاران على أية حال الحفاظ على التواصل، موضحاً أن عزل حفتر قد يؤدي إلى مزيد من السخط والتفاقم.