Home » أزمات البحر المتوسط وانعكاساتها على الجبهة الجنوبية لـ”الناتو”
سياسة

أزمات البحر المتوسط وانعكاساتها على الجبهة الجنوبية لـ”الناتو”

أزمات مختلفة في البحر المتوسط ​​الجناح الجنوبي لحلف الناتو. المنطقة تعاني من ديناميكيات عدم الاستقرار التي تهم بلدان عده، بالإضافة إلى آثار التعافي الصعب من وباء كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا. أهمية المنطقة حاسمة أيضاً لإيطاليا....
كان وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني قال في مقابلة مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية إنه في البحر المتوسط ​​​​يتردد صدى العدوان الروسي على أوكرانيا و هشاشة منطقة الشرق الأوسط والصعوبات في بعض مناطق شمال إفريقيا لاسيما منطقة الساحل، ما قد ينتج عنه تهديدات مباشرة لأمن بلاده، وهو ما نراه مع ما يحدث في ليبيا حالياً.
وأضاف غويريني: مثّل البحر الأبيض المتوسط ​​​​دائماً مركزًا عصبيًا للتدفقات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، ما يجعله منطقة معقدة ووجهة للاندفاعات الجيوسياسية وأهداف الهيمنة لبعض الفاعلين الدوليين وفي الوقت نفسه مفترق طرق لعدم الاستقرار.
وتطرق موقع “ديكود 39” الإيطالي إلى الاحتجاجات الأخيرة في ليبيا، مشيراً إلى أن السكان منهكون بسبب الجمود السياسي والمؤسسي وهناك معاناة من الظروف المعيشية، ويرون السياسيين الليبيين يقاتلون فقط من أجل إعادة توزيع السلطة.
واعتبر أن خطر الانجرافات العنيفة حقيقي، أيضًا لأن البلد غير مستقر ويعاني من وجود الجماعات المسلحة وكان مسرحًا لحروب أهلية في الماضي غيّرت التوازن الإقليمي.
وذكر أن تمسك الرئيس التونسي قيس سعيد بالسلطة أدى إلى توقف مسار التوطيد الديمقراطي في تونس الذي بدأ بعد الربيع العربي، معتبراً أنه لا يمكن تجاهل خطر زعزعة الاستقرار لأسباب منها الظروف المعيشية.
وتطرق إلى الخلاف بين المغرب والجزائر، مشيراً إلى أن انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بسبب النزاع طويل الأمد حول الصحراء الغربية يثير مخاوف خطر نشوب نزاع بين اثنين من أفضل الدول المسلحة في إفريقيا وقد ينعكس على ملفات مثل الطاقة.
وتحدث عن الشرق خصوصاً جبهة الشام، قائلاً إن جماعة حزب الله اللبنانية تهدد بشن هجمات ضد إسرائيل حيث جرى في الأيام الأخيرة إسقاط ثلاث طائرات مسيرة تابعة للميليشيات من قبل مقاتلة إسرائيلية من طراز إف 16). ويأتي هذا وسط حراك فيما يتعلق بالمساعدات الدولية.
وقال إنه في الشرق أيضاً تسعى القوى الإقليمية في الخليج إلى أشكال من الاصطفاف تشمل تركيا أيضاً، فيما تظل الانقسامات بين أنقرة وأثينا مهمة وتشمل أيضًا قبرص والمياة والطاقة في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط.
وأضاف أن المنطقة تعاني من ظروف بيئية معقدة جداً، منها الجفاف، وفي سوريا أيضاً تستمر المناوشات الخطيرة بين إسرائيل وإيران.
وأكد أن الاضطرابات المختلفة لسوق الطاقة وتلك التي تحدث في سلاسل التوريد العالمية لاسيما سلاسل الإمداد الغذائية تنعكس على الملفات غير المستقرة.
من جهته، اعتبر ماتيو بريسان، المحلل الإيطالي لدى كلية دفاع الناتو بروما، أن عمل إيطاليا ينبغي أن يحظى بالاهتمام المناسب في ضوء المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف الأطلسي والبوصلة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي.
وأكد أن وزارة الدفاع الإيطالية شددت على أن أمن المنطقة “حاسم لإيطاليا”، وكما جاء في التوجيه الأخير بشأن استراتيجية الأمن والدفاع لمنطقة البحر المتوسط، هناك حاجة إلى أن “تلعب بلادنا دورًا رائدًا كقوة إقليمية متوسطة لها دلالة بحرية قوية ولديها القدرة على حماية مصالحها الاستراتيجية “.

اشترك في النشرة الإخبارية