دول منطقة المتوسط الموسعة متحدة بمصير واحد وهذا ما نتج عنه اجتماع المجلس الدولي لمؤسسة ميد أور الإيطالية.. الأمر مرتبط كذلك بمشروع الأكاديمية الدبلوماسية التي تروج لها المؤسسة وهو مركز التدريب العالي الإقليمي..
وسيطلق على الأكاديمية اسم “أكاديمية ميد أور للقيادة والدبلوماسية الافتراضية”، وقد روجت لها مؤسسة ميد أور الإيطالية بمناسبة اجتماع المجلس الذي استضافته في المقر الرئيسي في شارع كولا دي رينزو بروما.
وقال رئيس مؤسسة ميد أور ماركو مينيتي إن الاجتماع كان بمثابة خطوة أساسية في تطوير أنشطة المؤسسة و دورها الدولي، موضحاً أنه للمرة الأولى اجتمع هذا التجمع المكون من شخصيات رفيعة المستوى من أجل موضوع مثل مؤسستنا والتي استطاعت مناقشة مستقبل منطقة البحر المتوسط الموسعة والعلاقات بين الغرب ودول الجنوب العالمي لأفريقيا والشرق الأدنى، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
والأكاديمية دبلوماسية تشارك فيها جميع بلدان منطقة البحر المتوسط الموسعة وستعمل مؤسسة ميد أور كمركز، مما يسمح بمشاركة الحوار والنمو الثقافي، وفقًا للرؤية الأساسية للمؤسسة بقيادة مينيتي.
وترتكز الرؤية على مفهوم “المصير الواحد” الذي يربط جميع دول المنطقة وضرورة الالتزام معا لتبادل الأفكار والحلول وتداولها بهدف نهائي هو مواجهة الأزمات والتحديات الحالية والمستقبلية، وهي الرؤية التي ظهرت أيضاً وتم تنسيقها خلال اجتماع المجلس الدولي في 24 مايو.
وأظهرت الأحداث الأخيرة من الوباء و الحرب الروسية في أوكرانيا حساسيات المنطقة من ناحية والفرص من ناحية أخرى. وشدد مينيتي منذ بداية الصراع على أن الهجوم الروسي على أوكرانيا من شأنه أن يغير التوازن الدولي مع تأثيرات مباشرة على منطقة البحر المتوسط الموسعة.
وبحسب الوثيقة التي أعدها المجلس الدولي لمؤسسة ميد أور، زعزعت الحرب في أوكرانيا أسس النظام الدولي، فيما ضعفت التعددية وزادت المنافسة.
وتلعب منطقة البحر المتوسط الموسعة، وهي المنطقة الممتدة من أوروبا إلى إفريقيا حتى شبه الجزيرة العربية، دورًا رائدًا في انضمام العالم الغربي إلى جنوب الكرة الأرضية، فضلاً عن كونها عنصرًا مهمًا في تحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا.
وفي وقت سابق، قال مينيتي إن حربًا غير متكافئة مع البحر الأبيض المتوسط جارية، مضيفاً أنه لا يوجد توجه استراتيجي كبير وراء ذلك ولكن هناك أحداث ووقائع مريحة لموسكو وبكين، لافتاً إلى الأزمة في تونس والوضع المعقد في مالي وبوركينا فاسو و عدم الاستقرار في منطقة الساحل والقرن الأفريقي أو في بلاد الشام.
والمحاور غير المتكافئة لهذه الحرب تمس الطاقة والغذاء والأدوية والهجرة وإمدادات المياه. وفي هذا السياق، تعتبر مؤسسة ميد أور، الحوار هو المخرج الرئيسي سواء كان دبلوماسيًا أو يهدف إلى المساهمة في إعداد مجتمع متعدد الثقافات.
ويعد الانخراط في التدريب العالي وتعزيز معرفة اللغات الأجنبية والتفاهم المتبادل في منطقة البحر المتوسط الموسعة الروح والهدف الذي انبثقت منه فكرة الأكاديمية التي يؤسسها المعهد.
والفكرة قادرة على تلقي مساهمة الشخصيات البارزة المدرجة في المجلس الدولي حيث تعّرفها المؤسسة بأنها منتدى فريد في البانوراما الإيطالية يتكون من شخصيات رفيعة المستوى من مختلف دول البحر المتوسط وإفريقيا والمنطقة الأوروبية الأطلسية.
وتتسم منطقة البحر المتوسط الموسعة بأنظمة سياسية مختلفة وخلفيات تاريخية وثقافية ودينية مختلفة، فيما يجب النظر إلى التنوع باعتباره قيمة مضافة وليس عنصر ضعف.
وقالت وثيقة المجلس الدولي إن الحوار والثقة يمكن أن يحولا الخلافات إلى شكل جديد من التعاون قادر على توحيد الدول، فيما تتطلب البداية الوفاء بالمبدأ الأساسي وهو الاحترام المتبادل عبر زيادة التركيز على الاحتياجات والأولويات الاستراتيجية للبلدان الأخرى.