Home » ميلوني: ضرورة اتباع الدبلوماسية في غزة وتجنب التصعيد في كييف
سياسة

ميلوني: ضرورة اتباع الدبلوماسية في غزة وتجنب التصعيد في كييف

رئيسة الوزراء الإيطالية تقول أمام مجلس الشيوخ إن حركة حماس هي التي بدأت هذه الحرب، لكن على إسرائيل المحافظة على رد فعل متوازن...
تحدثت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في مجلس الشيوخ الإيطالي عن الوضع في أوكرانيا وغزة والبحر الأحمر والدفاع الأوروبي وخطة ماتي والتعاون والزراعة.
وحول الحرب في أوكرانيا، التي تشهد حالياً جدلاً حول اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن التزام قوات حلف الناتو على الأرض، قالت ميلوني إن موقف روما ليس مؤيداً لهذه الفرضية لأنها ستؤدي إلى التصعيد، مشيرة إلى أن دعم أوكرانيا يعني مساعدة السكان الأوكرانيين في الدفاع عن أنفسهم، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأضافت ميلوني أن الأمر لا يتعلق بتزويد كييف بالأسلحة لمدة عشر سنوات، في إشارة إلى الاتهامات التي تتداولها بعض جبهات المعارضة، بل باتفاق متعدد الاتجاهات للتعاون وإعادة الإعمار، فضلاً عن إدانة الانتخابات الصورية على الأراضي الأوكرانية.
وفيما يتعلق بالحرب في الشرق الأوسط، قالت ميلوني إن حركة حماس هي التي بدأت هذه المذبحة، لكن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها يجب أن يكون متوازنا.
وأعربت ميلوني عن معارضة إيطاليا للتدخل العسكري البري في رفح “الذي سيكون له عواقب مأساوية”، في حين يجب مواصلة المسار الدبلوماسي الذي بدأته كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وأشارت إلى المناقشات الدبلوماسية و سياسات الردع، في معرض حديثها عن الدفاع الأوروبي، لأن الاستثمار في القدرات الدفاعية من شأنه أن يسمح لأوروبا بتحقيق قفزة لا شك فيها في الجودة.
وفي إشارة إلى هجمات الحوثيين، قالت ميلوني إنها جزء من خطة أوسع ترى للأسف أن إيران منخرطة في خط المواجهة في دعم ليس فقط الحوثيين، ولكن أيضًا حماس وحزب الله، وكذلك تزويد العمليات الروسية في أوكرانيا بطائرات بدون طيار.
واعتبر ميلوني أن هذا الامتداد البحري أمرًا أساسيًا للمصالح الاقتصادية والجيواستراتيجية لإيطاليا، لذلك هناك خطر حقيقي من أن التكاليف المرتفعة التي تتكبدها شركات الشحن الإيطالية لا تؤدي في النهاية إلى المساس بقدرتها التنافسية فحسب، بل تؤثر أيضًا على السعر النهائي للبضائع.
وشددت رئيسة الوزراء على ضرورة وجود رؤية أوروبية واضحة “لحماية مصالحنا وعلى سياسة أمنية ودفاعية تليق بطموحاتنا واحتياجاتنا الدفاعية”.
 وأضافت أن التعاون يعد أمر حاسم، سواء فيما يتعلق بملف الهجرة أو التخطيط المستقبلي في القارة التي ستكون بطلة السنوات القادمة، كما يتضح من خطة ماتي، مؤكدة على أهمية أداة مثل الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي ومصر الموقعة الأحد الماضي مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ولكن أيضًا على الطبيعة الإستراتيجية للأدوات الجديدة التي يجب على الاتحاد الأوروبي أن يزود نفسه بها.
وحول ملف الزراعة، قالت ميلوني إن هذا قطاع تم نسيانه لفترة طويلة جدًا ولا يحظى دائمًا باهتمام، مشيرة إلى معاقبة هذا القطاع في أوروبا، بدءاً بوقف الدعم عن الديزل الزراعي، وهو الخيار الذي لم تتخذه إيطاليا ووسعت هذا الدعم.
وقالت إن البعثات الدولية لإيطاليا هي دليل ملموس على تعزيز دور إيطاليا ومصداقيتها كموفر للأمن داخل المجتمع الدولي.
من جهته، أكد وزير الدفاع الإيطالي، جويدو كروسيتو، أن البعثات الدولية لروما هي دليل ملموس على تعزيز دور إيطاليا ومصداقيتها كموفر للأمن داخل المجتمع الدولي.
جاءت تصريحات كروسيتو خلال جلسة الاستماع مع وزير الخارجية، أنطونيو تاياني، في لجنتي الخارجية والدفاع المشتركة بمجلسي النواب والشيوخ، فيما يخص قرار مهمات 2024 الذي ينظر فيه البرلمان حاليا.
 وقال إن التعاون بين الوزارتين يعد أكثر ضرورة “في سياق تزايد مناطق الأزمات”، وتصبح البعثات الدولية أداة البلاد “للتأثير، حتى على مستوى صنع القرار وحماية السلام والاستقرار، ودعم المصالح الوطنية الإيطالية الرئيسية.
وأكد الوزيران على التزام وطني تام في جميع مناطق الأزمات الرئيسية التي تحيط بالبلاد من دول البلطيق على طول الجناح الشرقي لحلف الناتو و من الشرق الأوسط إلى القرن الأفريقي، ومن البحر الأحمر إلى خليج غينيا مروراً بمنطقة الساحل.
ويأتي مصدر القلق الرئيسي، من الجهة الشرقية ومن الحرب في أوكرانيا، حيث أكد تاياني على دعم الحكومة الثابت للعمل من أجل السلام، وهو ما لا يعني استسلام المهاجمين.
كما أكد وزير الخارجية أنه لا يوجد مجال “للتراجع أو الأشكال الهندسية المتغيرة داخل الفضاء الأوروبي الأطلسي” عندما يتعلق الأمر بدعم كييف.
وأشار إلى منطقة أخرى ذات أهمية خاصة للبلاد وهي منطقة البلقان، حيث تظل إيطاليا في الطليعة لتسهيل الحوار مع الاتحاد الأوروبي، في منظور مستقبلي للاندماج المستمر لدول المنطقة في الاتحاد، مشيراً إلى التزام إيطاليا في هذه المنطقة مع قيادة مهمة قوة كوسوفو هذا العام ومن ثم سيتم توجيه عمل الحكومة أيضًا نحو الشرق الأوسط.
وأكد الوزيران أن العمل الحاسم في البحر الأبيض المتوسط يظل أحد ركائز السياسة الخارجية والإطار المرجعي للبلاد.
وأشارا إلى أن عدم الاستقرار في ليبيا يشكل التهديد الرئيسي لأمن الجهة الجنوبية، بالإضافة إلى المخاوف بشأن استقرار تونس.
وفيما يتعلق أيضًا بالشرق الأوسط، قالا إن إيطاليا تتابع تطور الصراع بين إسرائيل وحركة حماس وتدعم الجهود الدبلوماسية، وخاصة الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة.
وتتواجد إيطاليا في لبنان مع قوات اليونيفيل وميبيل وقد قامت بتفعيل مهمة ليفانتي لدعم السكان المدنيين في غزة. كما أثرت التوترات في المنطقة بشكل مباشر على البحر الأحمر، حيث تم تفعيل مهمة “أسبيدس” ضد التهديد الحوثي لحركة التجارة.
وبخصوص القارة الأفريقية، أكد الوزيران أن إيطاليا تواصل استراتيجيتها وفقا للمبادئ التوجيهية لخطة ماتي، فيما يتركز الاهتمام الوطني على منطقة الساحل، ويتطلب التهديد الإرهابي الموجود في المنطقة، والذي يقترن بعدم الاستقرار الإقليمي والسياسي بسبب سلسلة الانقلابات الأخيرة، مواصلة الاهتمام بالمنطقة.
وحول تفاصيل قرار المهمة لعام 2024، تنقسم استراتيجية استخدام الأداة العسكرية التي حددها كروسيتو إلى 36 مهمة، منها اثنتان جديدتان أسبيدس وليفانتي.
 ومن بين هذه المهام تسع بعثات تابعة لحلف شمال الأطلسي، وثمانية تابعة للاتحاد الأوروبي، وخمس تابعة للأمم المتحدة، في حين تتم المهام المتبقية على أساس تحالفات محددة أو على أساس ثنائي.
وستشمل الالتزامات الحد الأقصى لاستخدام 12 ألف جندي، بمتوسط ​​يزيد قليلا على 7500 جندي، مقابل عبء مالي يبلغ نحو مليار و410 ملايين يورو.
وأشار كروسيتو إلى اهتمام خاص بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث يكون الهدف ضمان وجود مناسب لدعم المصالح الوطنية، وتوسيع التعاون الثنائي مع بلدان شمال أفريقيا.
وتطرق إلى الاهتمام بليبيا مع تنفيذ بعثات المساعدة والدعم التابعة للاتحاد الأوروبي ومهمة المساعدة الحدودية للاتحاد الأوروبي. وفي منطقة الساحل، تتركز الجهود العملياتية في النيجر مع مهمة مينين.

اشترك في النشرة الإخبارية