تصريحات السفير روكو كانجيلوسي وستيفانو بونتيكورفو حول العوامل الخارجية التي يمكن أن تؤثر على عمل الحكومة الإيطالية في العام الجديد: من الآلية الأوروبية للاستقرار إلى الركود ومن الحرب إلى مصادر الطاقة...
وقال روكو كانجيلوسي، الممثل الإيطالي الدائم السابق لدى الاتحاد الأوروبي، إن أول اختبار للحكومة الإيطالية بقيادة جورجيا ميلوني في أوروبا سيكون الآلية الأوروبية للاستقرار(Mes).
واعتبر أنه في حال استمرار عدم المصادقة مع رفض البرلمان الذي تنوي الحكومة تفويض القرار إليه، قد تنشأ حالة من عدم الثقة بين إيطاليا والمؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء مع تداعيات حتمية على الديناميكيات الاقتصادية والمالية التي تشمل إيطاليا بدءًا من تنفيذ خطة التعافي والصمود.
وأضاف أن ميلوني مدركة للمخاطر وربما تحاول إيجاد مخرج مع إعادة التأكيد على مبدأ عدم اللجوء إلى هذه الأداة المالية ومحاولة التخفيف من بعض الشروط حتى لو كان ذلك فقط لتبرير تغيير المسار.
وقال إن قضية الهجرة في أوروبا لاتزال سببًا لمزيد من التوترات خاصة مع فرنسا وألمانيا فيما يتعلق بمرسوم وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي حول الإنقاذ البحري التي تديرها المنظمات غير الحكومية.
واعتبر أن القضايا الحاسمة التي لا مفر منها والتي تم الإعلان عنها في إطار الاتحاد الأوروبي سيتم تعويضها عبر علاقة أطلسية معززة أيضًا في ضوء الزيارات المقررة لرئيسة الوزراء إلى كييف وواشنطن.
وأشار إلى استعداد الحكومة لتجديد وزيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال إنه لا يتوقع مبادرة دبلوماسية إيطالية محددة باستثناء الدعم المقنع لخط سلوك الرئيس الأمريكي جو بايدن حول طرق المساعدة العسكرية وشروط فتح أي مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتابع أنه في إطار مجموعة السبع أيضًا، فإن إيطاليا ستكون مدعوة لتقديم مساهمتها في تحديد الوصفات الملائمة لتجنب الركود وإعادة إطلاق النمو ووقف الزيادة في معدل التضخم والحد من أزمة الطاقة، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وقال إن ميلوني تتصور أن إيطاليا يمكن أن تصبح مركزًا متوسطيًا لتوزيع الغاز والنفط إلى بقية أوروبا وتعتزم تقديم مقترحات ملموسة في هذا الشأن مع فكرة خطة ماتي لأفريقيا.
وأكد أن هذه إحدى القضايا التي تعتزم رئيسة الوزراء طرحها خلال لقاء مع بايدن حيث سيتم مناقشة سياسة البحر المتوسط وليبيا للحصول على دعم أمريكي للمبادرات الإيطالية التي تهدف إلى التغلب على الوضع السياسي الصعب في البلاد مع استعادة الأرض التي خسرتها أمام روسيا وتركيا.
من جهته، قال ستيفانو بونتيكورفو، السفير السابق لإيطاليا في باكستان وآخر ممثل مدني أعلى لحلف الناتو في أفغانستان، إنه بالنسبة لإيطاليا في عام 2023 ستظل العلاقة مع أوروبا مركزية.
وأضاف أن الملف الكبير للسياسة الخارجية المفتوحة يظل ملف الحرب الروسية الأوكرانية حيث يجب على الحكومة أن تستمر في الحفاظ على استراتيجيتها كما تفعل رئيسة الوزراء مع وضع مصالح البلاد بالكامل في الاعتبار بدلاً من التقلبات المزاجية لبعض سياسات القوى.
وشدد على أهمية استمرار الجهود لتنويع مصادر الطاقة، ما سيتطلب جهدًا دبلوماسيًا مكثفاً. ولفت إلى ضرورة التأكيد على دور إيطالي حقيقي في منطقة البحر المتوسط الموسعة، معتبراً أن أهم قضيتين هما استعادة وزن ومبادرة محددة في ليبيا وتعزيز علاقات التعاون مع دول الخليج.
واعتبر أنه من الضروري القيام بدور سياسي أكثر فاعلية في منطقة البلقان في ضوء التوترات بين صربيا وكوسوفو، وذلك لمرافقة أوروبا مع غياب الأفكار والاستراتيجيات.
وعلى الصعيد العالمي، شدد بونتيكورفو على ضرورة متابعة علاقة متوازنة مع الصين توازن بين مصالح البلاد والحذر اللازم في التعامل مع بكين.