بيروزي تقول إن زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية للبنان هدفها إعادة التأكيد على الوجود الدولي في المنطقة الحدودية مع إسرائيل...
أفاد بيان صحفي بأن رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني زارت قاعدة ميليفوي في شمع جنوب لبنان، للتعبير عن امتنان الحكومة وإيطاليا وقربهما من الجنود الإيطاليين المنتشرين في لبنان، وجاء ذلك بمناسبة عطلة عيد الفصح المقبلة.
وقال البيان إن الزيارة جاءت للتعبير عن الالتزام الذي تم التعهد به في إطار أمني متدهور بشكل كبير، لحماية السلام والأمن الدوليين، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
والتقت ميلوني بالقوات العاملة في إطار مهمة التدخل التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) وممثلي جنود البعثة العسكرية الإيطالية الثنائية في لبنان (ميبيل).
وقالت ميلوني من شمع، مقر الكتيبة الإيطالية المشاركة في مهمة (يونيفيل)، إن لبنان يلعب دورا أساسيا في الشرق الأوسط وفي الحفاظ على التوازن في هذه المنطقة، مضيفة أن لبنان “أمة تربطها بإيطاليا بتاريخ عظيم من الصداقة”، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
واعتبرت أن السلام هو الردع والالتزام. ولا يمكن أن يكون هناك سلام دون الاحترام. وقالت ميلوني مخاطبة الجيش الإيطالي: على إيطاليا أن تدرك تضحياتكم، تخليتم عن كل شيء لبناء السلام فيما يستمتع به الكثيرون.
وأشارت ميلوني إلى أيام صعبة في الشرق الأوسط وأوروبا، مع اشتعال النيران فجأة في العديد من مناطق الكوكب وعندما يحدث حريق يكون الخطر هو أن النيران تتطاير من شجرة إلى أخرى وأن النار لا يمكن إخمادها، مشددة على ضرورة القيام بكل ما هو ممكن لتجنب هذا الخطر.
ويعد التعاون التنموي هو الخطوة الأولى في الالتزام الإيطالي التقليدي، وهو قطاع تعتبر روما رائدة فيه. وإلى جانب ذلك، هناك الرغبة في زيادة التجارة وتنسيق سياسات الهجرة في البحر الأبيض المتوسط.
وجاءت زيارة ميلوني إلى لبنان مع “تبادل” الصواريخ بين حزب الله وإسرائيل. وبسؤالها حول إمكانية تشجيع الموقف الإيطالي، الحوار مع الانخراط في ممر السلام من قبرص، قالت نيكوليتا بيروزي، رئيسة برنامج “الاتحاد الأوروبي والسياسة والمؤسسات” بمعهد الشؤون الدولية، إنه من الصعب افتراض دور إيطالي يتمكن بطريقة أو بأخرى من تغيير مصير الصراع المستمر. وأشارت إلى عدم قدرة الولايات المتحدة على إبطاء العمل الإسرائيلي في غزة.
واعتبرت أنه من وجهة النظر الإيطالية، تهدف الزيارة من جهة إلى إعادة التأكيد على الوجود الدولي في منطقة ساخنة، وهي المنطقة الحدودية مع إسرائيل، حيث كانت إيطاليا حاضرة دائما مع بعثة يونيفيل، ومن ناحية أخرى، وعلى المستوى الثنائي أيضًا، دعم أمن لبنان، مع الدعوة إلى تجنب التصعيد الذي يشمل هذا البلد أيضًا والتعاون بالإدارة الداخلية المرتبطة بقضية اللاجئين.
ورأت بيروزي أن استقرار المنطقة معرض للخطر أيضاً بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، لدرجة أن الأمم المتحدة تحركت في هذا الاتجاه من أجل إنشاء ممرات إنسانية تضمن على الأقل إمدادات القمح إلى بلدان المنطقة التي بحاجة إليها.
وقالت إن زيارة ميلوني تعكس اهتمام إيطاليا بهذا البلد الذي يلعب دورًا رئيسيًا في منطقة البحر المتوسط الموسعة. كما تكتسب أهمية بالنسبة للصراع في غزة أو للآفاق المرتبطة بقضية الهجرة وأكثر من ذلك بشأن استقرار منطقة البحر المتوسط الموسعة.
وحول وجود صلة بين خطة ماتي الإيطالية و هذا الاتجاه، قالت بيروزي إنه من الصعب تحديد الدول الرئيسية من حيث الأهداف والتي ستكون أهم المشاريع ضمن الخطة نفسها.
وتابعت: إيطاليا لا تستطيع وحدها أن تفعل الكثير، ولكن من الواضح أنها مبادرة مهمة، مشيرة إلى ضرورة إثراؤها بالمحتوى والموارد المالية، ومن ناحية أخرى يجب دعمها من أوروبا لضمان أن تصبح هذه الخطة بالفعل مبادرة وقادرة على تغيير الوضع على الأرض.